كارل فون درايس : قِصَّةُ اخْتِرَاعِ الدَّرَّاجَةِ الهَوَائِيَّةِ

قِصَّةُ اخْتِرَاعِ الدَّرَّاجَةِ الهَوَائِيَّةِ وَتَطَوُّرُهَا تُعَدُّ الدَّرَّاجَةُ الهَوَائِيَّةُ وَاحِدَةً مِنْ أَهَمِّ الاِخْتِرَاعَاتِ التِّقَنِيَّةِ ا…

 كارل فون درايس : قِصَّةُ اخْتِرَاعِ الدَّرَّاجَةِ الهَوَائِيَّةِ
المؤلف team

Karl Drais

قِصَّةُ اخْتِرَاعِ الدَّرَّاجَةِ الهَوَائِيَّةِ وَتَطَوُّرُهَا

تُعَدُّ الدَّرَّاجَةُ الهَوَائِيَّةُ وَاحِدَةً مِنْ أَهَمِّ الاِخْتِرَاعَاتِ التِّقَنِيَّةِ الَّتِي غَيَّرَتْ وَسَائِلَ النَّقْلِ فِي الْعَالَمِ، وَسَاهَمَتْ فِي تَحْسِينِ حَيَاةِ الْبَشَرِ بِطَرِيقَةٍ لاَ تُضَاهَى. وَرَاءَ كُلِّ دَرَّاجَةٍ مِلايِينُ الأَشْخَاصِ الَّذِينَ يَسْتَخْدِمُونَهَا، تَكْمُنُ قِصَّةُ رَجُلٍ أَلْمَانِيٍّ عَزِيزٍ اسْمُهُ كَاَرْل فُونْ دْرَايس، وَالَّذِي يُعْتَبَرُ الْمُخْتَرِعَ الرَّئِيسِيَّ لِلدَّرَّاجَةِ الهَوَائِيَّةِ.

١. سِيْرَةُ كَاَرْل فُونْ دْرَايس

وُلِدَ كَاَرْل فُونْ دْرَايس فِي سَنَةِ 1785 فِي أَلْمَانِيَا، وَكَانَ عَالِمًا وَمُخْتَرِعًا مُتَفَوِّقًا، شَغُوفًا بِالآلَاتِ وَالتَّقْنِيَّاتِ الْجَدِيدَةِ. خِلَالَ فَتْرَةِ نَهْضَةِ الصِّنَاعَةِ فِي أُورُوبَّا، بَدَأَ فِي بَحْثِ طُرُقٍ لِتَسْهِيلِ النَّقْلِ وَتَخْفِيفِ الجُهْدِ عَلَى الإِنْسَانِ.

٢. بِيئَةُ زَمَنِهِ وَالدَّافِعُ لِلاِخْتِرَاعِ

فِي عَامِ 1815، عَانَى أَورُوبَّا مِنْ أَزْمَةٍ كَبِيرَةٍ نَتَجَتْ عَنْ حَرْبِ النَّابُلِيُونِيِّينَ وَمِنْ جَلَلِ فَجْعَةِ الطَّعَامِ وَنَقصِ الْحِمَايَةِ عَلَى النَّقْلِ بِالْخَيْلِ وَالْحَمِيرِ. فَكَّرَ دْرَايس فِي طَرِيقَةٍ لِتَخْطِي هَذِهِ الْمُشْكِلَاتِ بِوَسِيلَةٍ يُمْكِنُهَا التَّنَقُّلُ بِلَا حَاجَةٍ لِلطَّعَامِ أَوِ الرِّعَايَةِ، وَهَذِهِ كَانَتْ أَوَّلُ بُذُورِ دَرَّاجَتِهِ.

٣. اخْتِرَاعُ "دِرَازِنَه"

فِي سَنَةِ 1817، صَنَعَ كَاَرْل فُونْ دْرَايس أَوَّلَ دَرَّاجَةٍ تُدْعَى دِرَازِنَه أَوْ "آلة الجري"، وَكَانَتْ تَتَكَوَّنُ مِنْ خَشَبٍ خَفِيفٍ، وَتَشْبِهُ الْحِصَانَ فِي الشَّكْلِ، وَلَكِن بِعَجَلَتَيْنِ مُتَتَالِيَتَيْنِ وَدُونَ دَفْعٍ بِالْمَحْرِكَ. كَانَ عَلَى السَّائِقِ أَنْ يَدْفَعَ بِرِجْلَيْهِ عَلَى الأَرْضِ لِلْحَرَكَةِ وَالْتَّوَجُّهِ.

وَقَامَ دْرَايس بِأَوَّلِ رِحْلَةٍ عَلَى دِرَازِنَه فِي مَدِينَةِ مَنْهَايِمْ، وَقَطَعَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَسَافَةَ حَوَالَي 14 كِيلُومِتْرًا، وَهَذَا مَا أَدْهَشَ الْجَمِيعَ وَأَثْبَتَ فَعَالِيَّةَ اخْتِرَاعِهِ.

٤. تَحْسِينَاتُ الدَّرَّاجَةِ وَتَطَوُّرُهَا

عَبْرَ السَّنَوَاتِ الْتَالِيَةِ، أُدْخِلَتْ عَلَى الدَّرَّاجَةِ عَدِيدُ التَّحْسِينَاتِ، مِثْلَ:

  • اِضَافَةُ دَفْعٍ بِالْمَحْرِكَ وَالسَّلَّةِ لِتَحْرِيكِ الْعَجَلَةِ الأَمَامِيَّةِ.
  • اِسْتِخْدَامُ العَجَلَاتِ المَجْوَفَةِ لِتَقْلِيلِ الوَزْنِ وَزِيَادَةِ السُّرْعَةِ.
  • تَحْسِينُ مَقْعَدِ السَّائِقِ وَنِظَامِ التَّعْلِيقِ لِتَخْفِيفِ الصُّدَمِ.

خِلالِ نِهَايَةِ الْقَرْنِ التَّاسِعَ عَشَرَ، أَصْبَحَتِ الدَّرَّاجَةُ الهَوَائِيَّةُ وَسِيلَةً شَعْبِيَّةً فِي أَوْرُوبَّا وَأَمْرِيكَا، وَانْدَلَعَتْ حَرْبُ الدَّرَّاجَاتِ بَيْنَ الشَّرِكَاتِ الْمُصَنِّعَةِ، حَتَّى صَارَتْ مِنْ أَهَمِّ وَسَائِلِ النَّقْلِ الْمُعْتَمَدَةِ.

٥. التَّحَدِّيَاتُ وَالصُّعُوبَاتُ

رَغْمَ نَجَاحِ الدَّرَّاجَةِ، وُاجِهَ كَاَرْل دْرَايس وَمُخْتَرِعُونَ آخَرُونَ عَدِيدَ الْمَصَاعِبِ، مِثْلَ:

  • التَّشْكِيكُ فِي فَعَالِيَّةِ الاِخْتِرَاعِ وَتَقْبِيلِهِ مِنَ الْمُجْتَمَعِ.
  • صُعُوبَةُ تَطْوِيرِ مَكْتَسَبَاتِ التِّقْنِيَّةِ وَتَحْسِينِهَا لِتُلَائِمَ طَلَبَاتِ السَّائِقِين.
  • المُسَابَقَاتُ التِّجَارِيَّةُ وَحِرْصُ الشَّرِكَاتِ الْمُصَنِّعَةِ عَلَى الْمَرْبَحِ.

٦. أَهَمِّيَّةُ الدَّرَّاجَةِ الْيَوْمَ

تُسَاهِمُ الدَّرَّاجَةُ الْيَوْمَ فِي خَفْضِ التَّلَوُّثِ الْبِيئِيِّ، وَتُعَدُّ وَسِيلَةً صَحِّيَّةً لِلنَّقْلِ وَالنَّشَاطِ الْبَدَنِيِّ. وَفِي بَعْضِ الدُّوَلِ، تَسْتَخْدِمُ الدَّرَّاجَاتُ فِي الْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ وَكَبَدِيلٍ عَنِ السَّيَّارَاتِ فِي المَدِينَةِ.

٧. مَا يَسْتَفَادُ مِنَ الْقِصَّةِ

  • أَنَّ الاِخْتِرَاعَ قَدْ يَنْبُعُ مِنْ حَاجَةٍ حَيَوِيَّةٍ فِي الْحَيَاةِ.
  • أَنَّ الإِصْرَارَ وَالْعَمَلَ الْمُتَوَاصِلَ يُؤَدِّيَانِ إِلَى نَجَاحِ الْفِكْرَةِ.
  • أَنَّ التَّطَوُّرَ لاَ يَنْتَهِي، وَيَجِبُ دَائِمًا تَحْسِينُ الْمُخْتَرَعَاتِ لِتَلْبِيَةِ احْتِيَاجَاتِ الْمُجْتَمَعِ.

٨. أَسْئِلَةٌ حَوْلَ الْقِصَّةِ

  1. مَن هُوَ كَاَرْل فُونْ دْرَايس؟
  2. مَا هِيَ دَرَّاجَةُ "دِرَازِنَه"؟
  3. مَا الدَّافِعُ الرَّئِيسِيُّ لِاخْتِرَاعِ الدَّرَّاجَةِ؟
  4. كَيْفَ تَطَوَّرَتِ الدَّرَّاجَةُ بَعْدَ اخْتِرَاعِهَا؟
  5. مَا أَهَمُّ فَوَائِدِ الدَّرَّاجَةِ الْيَوْمَ؟

٩. الْخَاتِمَةُ

تُعْتَبَرُ الدَّرَّاجَةُ الهَوَائِيَّةُ تَجْسِيدًا لِرُوحِ الْاِبْتِكَارِ وَالْعَزِيمَةِ الَّتِي لَا تَكِلُّ أَوْ تَتْرُكُ، وَدَلِيلًا عَلَى أَنَّ أَبْسَطَ الْأَفْكَارِ قَدْ تُؤَدِّي إِلَى تَغْيِيرِ الْعَالَمِ بِكُلِّ مَا فِيهِ. فِي كُلِّ مَرَّةٍ تَرْكَبُ فِيهَا دَرَّاجَتَكَ، تَذَكَّرْ أَنَّكَ تَسِيرُ عَلَى خُطَى رَجُلٍ شَغُوفٍ اسْمُهُ كَاَرْل فُونْ دْرَايس.

← الصَّفْحَةِ السَّابِقَةِ

المراجع:

تعليقات

عدد التعليقات : 0