ٱلْغُرَابُ وَٱلثُّعْبَانُ: قِصَّةٌ مِنْ كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ
كَانَ هُنَاكَ غُرَابٌ يَعِيشُ فِي عُشٍّ عَلَى قِمَّةِ شَجَرَةٍ فَوْقَ جَبَلٍ عَالٍ. وَقَدْ كَانَ قَرِيبًا مِنْ عُشِّهِ جُحْرُ ثُعْبَانٍ كَبِيرٍ، يَخْرُجُ كُلَّ حِينٍ لِيَفْتَرِسَ فِرَاخَ ٱلْغُرَابِ ٱلصِّغَارِ. فَٱشْتَدَّ ٱلْحُزْنُ عَلَى ٱلْغُرَابِ، وَعَزَمَ عَلَى ٱلِٱنْتِقَامِ مِنْ هَذَا ٱلثُّعْبَانِ ٱلشِّرِّيرِ.
ذَهَبَ ٱلْغُرَابُ إِلَى صَدِيقِهِ ٱبْنِ آوَى، وَقَالَ لَهُ بِصَوْتٍ مَلِيءٍ بِٱلْحُزْنِ: "أُرِيدُ ٱسْتِشَارَتَكَ فِي أَمْرٍ هَامٍّ يَا صَدِيقِي." فَقَالَ ٱبْنُ آوَى بِٱلْحَذَرِ: "مَا هُوَ ٱلْأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي."
فَقَالَ ٱلْغُرَابُ: "قَدْ تَعِبْتُ مِمَّا يَفْعَلُهُ ٱلثُّعْبَانُ، وَقَرَّرْتُ أَنْ أَنْقَضَّ عَلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ، فَأَنْقُرَ عَيْنَيْهِ حَتَّى لَا يَرَى صِغَارِي وَلَا يَسْتَطِيعَ أَكْلَهُمْ."
فَرَدَّ ٱبْنُ آوَى قَائِلًا: "يَا صَدِيقِي، وَمَاذَا إِنْ ٱسْتَيْقَظَ ٱلثُّعْبَانُ قَبْلَ أَنْ تَفْعَلَ ذٰلِكَ؟ حِينَئِذٍ سَيَقْتُلُكَ."
حِيلَةُ ٱبْنِ آوَى
ثُمَّ قَالَ ٱبْنُ آوَى لِلْغُرَابِ: "إِذًا لَا تُلْقِ بِنَفْسِكَ فِي ٱلْتَّهْلُكَةِ، وَٱتَّبِعْ حِيلَةً أَذْكَى. ٱطِرْ وَخُذْ شَيْئًا مِنْ حُلِيِّ ٱلنِّسَاءِ، وَطِرْ بِهِ أَمَامَ ٱلنَّاسِ حَتَّى يَرَوْكَ، ثُمَّ ٱرْمِهِ عِنْدَ جُحْرِ ٱلثُّعْبَانِ. فَإِذَا جَاءَ ٱلنَّاسُ لِيَسْتَرِدُّوا حُلِيَّهُمْ، وَجَدُوا ٱلثُّعْبَانَ فَقَتَلُوهُ."
فَفَعَلَ ٱلْغُرَابُ مَا قَالَ صَدِيقُهُ، فَٱكْتَشَفَ ٱلنَّاسُ جُحْرَ ٱلثُّعْبَانِ وَقَتَلُوهُ، وَٱرْتَاحَ ٱلْغُرَابُ وَفِرَاخُهُ مِنْ شَرِّهِ، وَشَكَرَ ٱبْنَ آوَى عَلَى حِكْمَتِهِ وَنَصِيحَتِهِ.
ٱلْعِبَرُ وَٱلدُّرُوسُ
- ٱلْحَذَرُ وَٱلذَّكَاءُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْقُوَّةِ لوحدها.
- ٱلْحِيلُ وَٱلْمَكْرُ قَدْ تَكُونُ سَبِيلًا لِلنَّجَاةِ.
- لَا تَثِقْ بِمَنْ يُظْهِرُ لَكَ ٱلْمَحَبَّةَ قَبْلَ أَنْ تَخْتَبِرَ نَوَايَاهُ.
أَسْئِلَةٌ لِلْأَطْفَالِ
- لِمَاذَا أَرَادَ ٱلْغُرَابُ ٱلِٱنْتِقَامَ مِنَ ٱلثُّعْبَانِ؟
- كَيْفَ أَنْقَذَ ٱبْنُ آوَى صَدِيقَهُ ٱلْغُرَابَ بِحِيلَتِهِ؟
- مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ قِصَّةِ ٱلْعُلْجُومِ وَٱلسَّرَطَانِ؟