ٱبْنُ سِينَا وَٱلطِّفْلُ ٱلصَّامِتُ

نُبْذَةٌ عَنْ حَيَاةِ ٱبْنِ سِينَا

وُلِدَ ٱبْنُ سِينَا فِي قَرْيَةٍ تُدْعَى أُفَشْنَة قُرْبَ بُخَارَى، سَنَةَ 980م، فِي عَهْدِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلسَّامَانِيَّةِ. كَانَ نَابِهًا مُنْذُ صِغَرِهِ، حَيْثُ تَعَلَّمَ ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ وَٱلْقُرْآنَ وَهُوَ دُونَ ٱلْعَاشِرَةِ.

تَعَلَّمَ ٱلرِّيَاضِيَّاتِ وَٱلْمَنْطِقَ وَٱلطِّبَّ وَٱلْفَلْسَفَةَ، وَأَصْبَحَ فِي عُمْرِ 16 سَنَةٍ يُعَالِجُ ٱلْمَرْضَى، حَتَّى أَنَّ ٱلْأَمِيرَ ٱلنُّوحَ بْنَ مَنْصُورٍ اِسْتَدْعَاهُ لِعِلَاجِهِ.

لَقَّبَهُ ٱلْغَرْبُ بِـ"أَفِيسِنَا – Avicenna"، وَسُمِّيَ فِي كُتُبِهِ "شَيْخُ ٱلرَّئِيسِ". وَمِنْ أَشْهَرِ كُتُبِهِ ٱلْقَانُونُ فِي ٱلطِّبِّ، ٱلَّذِي ظَلَّ يُدَرَّسُ فِي جَامِعَاتِ أُورُوبَّا قُرُونًا.

---

ٱبْنُ سِينَا وَٱلطِّفْلُ ٱلَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ

فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، جَاءَ إِلَيْهِ وَالِدٌ حَزِينٌ، يَحْمِلُ طِفْلًا صَغِيرًا، لَا يَتَكَلَّمُ وَلَا يُصْدِرُ صَوْتًا، عَلَىٰ ٱلرُّغْمِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ وَيَرَىٰ وَيَمْشِي كَغَيْرِهِ.

فَحَصَهُ ٱبْنُ سِينَا، وَلَمْ يَجِدْ فِي جَسَدِهِ عِلَّةً. لَمْ تَكُنِ ٱلْمُشْكِلَةُ فِي ٱللِّسَانِ أَوِ ٱلْحَلْقِ، بَلْ فِي ٱلنَّفْسِ.

"ٱلطِّفْلُ لَيْسَ أَبْكَمَ، بَلْ ٱلْحُزْنُ قَيَّدَ لِسَانَهُ!" – ٱبْنُ سِينَا

ٱلْاِكْتِشَافُ بِٱلْقَلْبِ وَٱلْعَقْلِ

قَرَّرَ ٱبْنُ سِينَا أَنْ يُجَرِّبَ أَمْرًا فَرِيدًا. أَحْضَرَ صُوَرًا، وَبَدَأَ يُرِيهَا لِلطِّفْلِ، وَيُرَاقِبُ نَبْضَهُ. وَعِنْدَ رُؤْيَةِ أَمَاكِنَ مُعَيَّنَةٍ، تَغَيَّرَ نَبْضُهُ، وَعِنْدَ ذِكْرِ أَسْمَاءٍ مَعْرُوفَةٍ، بَدَا عَلَيْهِ ٱلتَّأَثُّرُ.

فَهِمَ ٱبْنُ سِينَا أَنَّ ٱلطِّفْلَ قَدْ تَعَرَّضَ لِصَدْمَةٍ عَاطِفِيَّةٍ كَبِيرَةٍ، فَقَدَ عَلَىٰ أَثَرِهَا ٱلنُّطْقَ، فَنَصَحَ ٱلْوَالِدَ بِٱلْعِنَايَةِ وَٱلْحُبِّ وَٱلْكَلَامِ ٱلدَّافِئِ.

ٱلشِّفَاءُ بِٱلْحَنَانِ

وَفِي يَوْمٍ بَعْدَ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ، أَمْسَكَ ٱلطِّفْلُ قِطَّةً صَغِيرَةً كَانَتْ تَلْعَبُ قُرْبَهُ، وَقَالَ: "مِشْمِش!". فَبَكَى ٱلْوَالِدُ، وَبَسَمَ ٱبْنُ سِينَا بِهُدُوءٍ.

ٱلْعِبَرُ مِنَ ٱلْقِصَّةِ

• لَيْسَ كُلُّ دَاءِ يُرَىٰ بِالْعَيْنِ.
• ٱلرَّحْمَةُ وَٱلْحُبُّ قَدْ يَكُونَانِ دَوَاءً.
• ٱبْنُ سِينَا جَمَعَ بَيْنَ ٱلطِّبِّ وَٱلْحِكْمَةِ.

أَسْئِلَةٌ لِلْأَطْفَالِ

1. مَنْ هُوَ ٱبْنُ سِينَا؟
2. لِمَاذَا لَمْ يَتَكَلَّمِ ٱلطِّفْلُ؟
3. كَيْفَ كَشَفَ ٱبْنُ سِينَا سَبَبَ ٱلصَّمْتِ؟
4. مَا ٱلَّذِي قَالَهُ ٱلطِّفْلُ أَوَّلًا؟
5. مَاذَا تَعَلَّمْتَ مِنَ ٱلْقِصَّةِ؟

ٱلْمَرَاجِعُ

• ويكيبيديا العربية – ابن سينا
• موقع نُصُوص – الفكر التربوي عند ابن سينا
• الموسوعة المدرسية – قصة الطفل الصامت
• شبكة الألوكة – عبقرية ابن سينا