الغراب والعقد الذهبي
في أحد أيام الخريف، وبين أغصان الأشجار التي بدأت أوراقها تتساقط، كان الغراب سُهيم يطير باحثًا عن طعام. وبينما كان يحوم فوق مزرعة مهجورة، لمح شيئًا يلمع وسط التراب!
نزل سهيم بسرعة وراح ينبش بحذر، وإذا به يجد عقدًا ذهبيًا صغيرًا يلمع كالنجمة! لم يرَ في حياته مثل هذا الجمال، فطار به إلى غصنه العالي، وهو لا يصدق عينيه.
الغراب والطمع
فكر سُهيم قائلاً: "هذا العقد سيجعلني أغنى طائر في الغابة! سأخبئه جيدًا، ولن أخبر أحدًا!" وراح يفتش بين الأغصان عن مكان آمن يُخفيه فيه.
لكن ما لم يعرفه سُهيم أن الثعلب الماكر كان يراقبه من بعيد. قال الثعلب في نفسه: "إذا كان هذا العقد يلمع هكذا، فلا بد أنه ثمين! سأحصل عليه، حتى لو خدعت الغراب."
خطة الثعلب
في اليوم التالي، اقترب الثعلب من الشجرة وقال بلطف مصطنع: "أيها الغراب الذكي، سمعت أن لديك شيئًا ثمينًا. ما رأيك أن تبادله بشيء أعظم؟ لدي خريطة تؤدي لكنز كبير!"
تردد سُهيم، ثم ردّ: "لكنني لا أصدقك بسهولة!" فرد الثعلب: "دعنا نذهب سويًا إلى المكان، وإن لم تجد شيئًا، تأخذ العقد والخريطة معًا!"
وافق الغراب بشرط أن يُبقي العقد معه، وطارا سويًا نحو الغابة العميقة حيث وعده الثعلب بالكنز.
الدهاء في المواجهة
وصل الثعلب إلى حفرة وقال: "انظر داخلها، ستجد الصندوق." نزل سُهيم بحذر، لكن لم يكن هناك شيء سوى فراغ. ابتسم الثعلب ابتسامة ماكرة، وقفز محاولًا أخذ العقد بالقوة.
لكن الغراب الذكي كان قد توقع الخدعة، فوضع عقدًا مزيفًا في كيس صغير، وأخفى العقد الذهبي الحقيقي بين ريشه. أخذ الثعلب العقد المزيف وركض مبتعدًا وهو يضحك!
عاد سهيم إلى شجرته، وضحك بهدوء، وقال: "الطمع أعمى الثعلب، أما الذكاء فهو سلاحي."
ماذا فعل بالعقد؟
بعد أيام، جلس الغراب يفكر: "ما فائدة العقد إن بقي معي وحدي؟" فقرر أن يقدّمه هدية للغزالة شادن التي كانت تساعد الحيوانات الصغار. قال لها: "أنتِ تستحقين الجمال والخير، فالعقد الذهبي بين يديك أمانة."
فرحت شادن بالعقد، وشكرت سهيم على كرمه، وعلّقته في عنقها، ليصبح رمزًا للطيبة والذكاء لا للزينة فقط.
العبر من القصة
- الذكاء أفضل من القوة والطمع.
- من يُخطط بحكمة ينجو من المكائد.
- مشاركة الخير تجعل السعادة أعمق.
- النية الطيبة أجمل من المظاهر.
أسئلة للأطفال
- لماذا أراد الثعلب أخذ العقد من الغراب؟
- ما الخدعة التي استخدمها الغراب؟
- ماذا فعل الغراب في نهاية القصة؟
- ما العبرة التي تعلمناها من القصة؟
خاتمة
الغراب سُهيم لم يكن فقط طائرًا أسود الريش، بل كان ذكيًا وكريمًا. أظهر أن القلوب الطيبة هي التي تصنع الفرق، وأن الذكاء يمكن أن يحميك من أكبر الماكرين. فالعقد الذهبي لم يكن أغلى من الصداقة والإيثار.