اللقلاق الصبور والحيوانات المتسرعة

اللقلاق الصبور والحيوانات المتسرعة في قرية صغيرة قرب النهر، كانت الحيوانات تعيش في وئام، ومن بينها طائر معروف بين الجميع بهدوئه وأناقة مشي…

اللقلاق الصبور والحيوانات المتسرعة
المؤلف team
اللقلاق الصبور و الحيوانات المتسرعة

 اللقلاق الصبور والحيوانات المتسرعة

في قرية صغيرة قرب النهر، كانت الحيوانات تعيش في وئام، ومن بينها طائر معروف بين الجميع بهدوئه وأناقة مشيته، اسمه اللقلاق. كان اللقلاق طويل الساقين، أبيض الريش، وصاحب منقار طويل أحمر، يطير فوق القرية كل صباح ويلتقط طعامه بصبر دون أن يزعج أحدًا.

لم يكن اللقلاق كثير الكلام، لكنه دائمًا حاضر إذا احتاجه أحد. كانت الحيوانات الصغيرة تعتقد أنه بطيء وغير مهم، لأنه لا يلهو كثيرًا ولا يدخل في المغامرات، بل يفضل التأمل والمراقبة.

سوء فهم كبير

في أحد الأيام، انتشر خبر بين الحيوانات بأن اللقلاق أخفى الطعام عن الجميع، وأنه يخزن الحشرات والضفادع لنفسه دون مشاركة. ثار الثعلب وقال: "هذا الطائر الغريب يظن نفسه أفضل منا!"، وقال الأرنب: "علينا أن نطلب منه أن يرحل من الغابة!"

كانت تلك إشاعة أطلقها أحد الحيوانات بدافع الغيرة، وانتشرت بسرعة لأن اللقلاق لا يدافع عن نفسه ولا يختلط كثيرًا بالآخرين. اجتمعت الحيوانات حول شجرة كبيرة، وقررت مواجهة اللقلاق.

مواجهة غير متوقعة

وقف اللقلاق بهدوء عندما واجهوه، ثم قال بصوته الهادئ: "أيها الأصدقاء، منذ سنوات وأنا أعيش بينكم بسلام، ولا أؤذي أحدًا. أنا لا أخزّن الطعام لنفسي، بل كنت أساعد سلحفاة مريضة بجمع طعامها في سرٍّ، لأنها خجولة ولا تحب أن تطلب شيئًا."

صُدمت الحيوانات. تقدّمت السلحفاة المسنّة وقالت بصوتها الخافت: "نعم، ما قاله اللقلاق صحيح، إنه صديقي الوحيد منذ شهور، ولم يخبر أحدًا عن مساعدته لي."

خجلت الحيوانات من تسرّعها في الحكم، واعتذر الجميع من اللقلاق، الذي ابتسم وقال: "الصبر خير من الانفعال، والنية الطيبة لا تنتظر الشكر."

درس لا يُنسى

أصبحت الحيوانات تنظر إلى اللقلاق نظرة احترام، وتعلّمت ألا تصدق كل ما يُقال، وألا تحكم على الآخرين من بعيد. أما اللقلاق، فلم يتغير، ظل كما هو، صبورًا، طيبًا، يخدم دون أن يطلب شيئًا في المقابل.

العبر من القصة

  • لا تحكم على الآخرين دون أن تسمعهم أولًا.
  • الصبر والتواضع من صفات القوي الحقيقي.
  • من يساعد في الخفاء، أعظم ممن يتفاخر بالخير.
  • النية الطيبة لا تحتاج إلى إعلان.

أسئلة للأطفال

  1. لماذا ظنت الحيوانات أن اللقلاق يخزّن الطعام؟
  2. ماذا كانت الحقيقة التي أخفاها اللقلاق؟
  3. ما الدرس الذي تعلّمته الحيوانات من تصرفه؟
  4. هل واجهت شخصًا حُكم عليه ظلمًا من قبل؟ كيف كان شعورك؟

خاتمة

اللقلاق الصبور لم يكن بحاجة إلى كلمات كثيرة، بل إلى أفعال بسيطة صادقة. وهذه القصة تذكّرنا بأن الخير لا يضيع، وأن الطيبين، وإن طال صبرهم، لا يُنسى فضلهم أبدًا.

تعليقات

عدد التعليقات : 0