القنفد فوفو والذئب وذيول الذئاب
في إحدى الليالي، تسلل القنفد فوفو والذئب ماكرون إلى مزرعة العم حسن عبر فتحة ضيقة في السور. دخلا خلسة لالتهام ما لذ وطاب من العنب والتفاح، لكن فوفو كان حذرًا جدًا.
كان يأكل بهدوء، ثم يقيس حجم جسده بالفتحة كل بضع دقائق ليتأكد أنه لا يزال قادرًا على الخروج. أما الذئب، فقد أطلق العنان لشراهته، يلتهم العنب ويقضم الفواكه دون توقف.
حين شعر الذئب بقدوم العم حسن، ركض مذعورًا إلى الفتحة، لكنه وجد نفسه عالقًا، فبطنه المنتفخة لم تسمح له بالمرور. أشار عليه فوفو، الذي خرج بسهولة، بأن يتظاهر بالموت.
"تمدّد كالميّت! دعه يسحبك ظنًا أنك جثة، ثم اهرب!"
نفذ ماكرون الخطة، لكن العم حسن أمسك بذيله، ولوّح به في الهواء غاضبًا قبل أن يرميه. وإذا بالذيل ينقطع ويسقط ماكرون خارج السور هاربًا، يصرخ من الألم!
ولادة فكرة خبيثة
جلس ماكرون في الغابة، يحك مكان ذيله المبتور. اقترب منه فوفو وقال ضاحكًا:
"لا تحزن يا صديقي، يمكننا تحويل الخسارة إلى انتصار!"
ابتسم الذئب بدهشة وقال: "كيف؟" فأجابه فوفو:
"ادعُ جميع الذئاب إلى مأدبة فاخرة، وأثناء انشغالهم بالطعام، سأقوم بربط ذيولهم ببعضها البعض!"
ثم أضاف بصوت خافت: "بعدها سأُصدر صوت زئير قوي يشبه زئير الأسد، وسيفرّون في كل اتجاه... وها أنت ترى النتيجة!"
مأدبة المكر والخوف
نُفذت الخطة بدقة. حضر عشرات الذئاب الجائعة إلى المأدبة. التفوا حول اللحم المشوي والتين والعنب والخبز الطازج. وبينما كانت الأفواه مشغولة بالمضغ، مرّ القنفد فوفو من خلفهم يربط ذيولهم ببعضها البعض بخيط متين.
وفي اللحظة الحاسمة، أطلق فوفو صوته من خلف الأشجار، صوتًا يُشبه زئير الأسد، مدوٍّ ومخيف!
"روووووااااااارررر!"
تجمّد الذئاب في مكانهم، ثم صرخوا: "أسد! اهربوا!" وانطلقوا في كل الاتجاهات. لكن الذيول كانت مترابطة! وكل واحد يركض باتجاه معاكس، فشدت الذيول بشدة، حتى انقطعت جميعها!
عمّ الصراخ، وامتلأت الغابة بذئاب بلا ذيول، لا تعرف من خدعها، ولا كيف حدث ذلك. أما ماكرون، فجلس بجوار فوفو يضحكان بصوت خافت.
العبر من القصة
- الطمع قد يقود إلى الفضيحة، والاحتياط خير من الندم.
- من لا يخطط للمستقبل، يقع في الفتحة التي عبر منها.
- ليس كل من يدعوك لمأدبة يرغب في الخير لك.
- الحيلة قد تضحك، لكن نتائجها تبقى طويلة!
أسئلة للأطفال
- لماذا لم يستطع الذئب ماكرون الهرب من المزرعة؟
- ما الخدعة التي اقترحها القنفد فوفو؟
- هل كان من الحكمة أن تأكل الذئاب بلا حذر؟
- ما رأيك في نهاية القصة؟ وما العبرة التي تعلّمتها؟
خاتمة
في هذه القصة الطريفة، نرى كيف أن الذكاء البسيط قد يُسقط الماكرين، وكيف أن الجشع وعدم التفكير بالعواقب قد يُفقدك ما لا يُعوّض. فلتكن ذكيًا كفوفو، وحذرًا من خدع الرفاق!