السلحفاة والعصفور المغرور
في غابة جميلة تعيش فيها الحيوانات بسلام، كانت تعيش سلحفاة تُدعى سلحوفة. كانت سلحوفة بطيئة جدًا في مشيها، لكنها حكيمة وصبورة، لا تتعجل الأمور، وتفكر قبل أن تتصرف.
وفي شجرة عالية قرب البحيرة، كان يعيش عصفور صغير يُدعى زاهي. وكان زاهي طائرًا ملونًا جميلًا، يتميز بصوته العذب، لكنه كان مغرورًا كثيرًا، يسخر من الحيوانات الضعيفة أو البطيئة، ولا يكفّ عن التفاخر بسرعة طيرانه.
وذات صباح، بينما كانت سلحوفة تمر ببطء نحو البحيرة، سمعها زاهي وقال بصوت عالٍ أمام الحيوانات:
"يااااه، هل وصلتِ أخيرًا؟ لقد غادرت فراخي العش وعادت قبل أن تقطعي نصف الطريق!"
ضحكت بعض الحيوانات خجلاً، لكن سلحوفة لم تغضب، بل نظرت إلى العصفور وقالت بهدوء:
"يا زاهي، ليس المهم من يصل أولاً، بل من يعرف كيف يصل بحكمة وسلام."
تحدٍّ غير متوقع
شعر زاهي بالإهانة من ردّ السلحفاة، فقال بسخرية: "هل تظنين نفسك ذكية؟! هيا نتسابق أنا وأنتِ من هنا إلى التل البعيد. من يصل أولًا يفوز، والآخر يعترف بتفوق الفائز!"
وافقت السلحفاة، وحددت الحيوانات موعد السباق في صباح اليوم التالي. الكل اعتقد أن النتيجة محسومة، فالسلحفاة لا تملك فرصة أمام طائر يطير!
السباق الكبير
في اليوم التالي، بدأت المسابقة. طار زاهي بسرعة الريح، واختفى في السماء. أما سلحوفة، فبدأت تمشي بثبات، لا تلتفت ولا تتوقف. وفي منتصف الطريق، شعر زاهي بالملل من الانتظار في خط النهاية، وقال لنفسه: "السباق محسوم، لن تصل حتى بعد الظهر، سأعود للعب قليلًا مع الفراشات."
طار زاهي مبتعدًا، وانشغل باللعب والغناء. أما السلحفاة، فقد واصلت طريقها بثقة، وعندما عاد زاهي ليتحقق من النتيجة، وجد سلحوفة قد وصلت بالفعل، وتنتظره بهدوء!
درس لا يُنسى
تفاجأ العصفور ووقف مذهولاً، فاقترب منها وقال بخجل: "كيف سبقتني؟!"
أجابت سلحوفة: "بالتواضع والصبر والانضباط يا زاهي. الطيران لا يكفي إن لم تكن تملك تركيزًا واحترامًا للمواعيد."
ومنذ ذلك اليوم، تغيّر العصفور كثيرًا. صار يحترم كل من حوله، صغيرًا كان أو بطيئًا، وتعلّم أن الغرور قد يُسقط صاحبه، بينما التواضع يرفع من قدره.
العبر من القصة
- التواضع مفتاح القلوب، والغرور سبب السقوط.
- الاستمرار أهم من السرعة.
- لا تستهزئ بالآخرين مهما كنت متفوقًا عليهم.
- من يحترم وقته ينجز أكثر من الذي يضيعه في اللهو.
أسئلة للأطفال
- ما سبب سخرية العصفور من السلحفاة؟
- كيف تصرّفت السلحفاة عند التحدي؟
- لماذا خسر العصفور السباق رغم قدرته على الطيران؟
- ما العبرة التي خرجت بها من نهاية القصة؟
خاتمة
علّمتنا هذه القصة أن العالم ليس ساحة للمنافسة والغرور، بل هو مكان للحكمة والتعاون. ربما تكون بطيئًا في خطواتك، لكنك إن كنت صادقًا ومنظّمًا، فسوف تصل... وربما تتفوق على من يظن نفسه أعلى منك.