ٱلسُّلَحْفَاةُ وَٱلْبَحْرُ ٱلْمُلَوَّثُ

فِي أَعْمَاقِ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَزْرَقِ، كَانَتْ تَسْبَحُ سُلَحْفَاةٌ صَغِيرَةٌ تُدْعَى سُلَحُوفَةُ. كَانَتْ تُحِبُّ ٱلْبَحْرَ وَتَسْكُنُ بَيْنَ ٱلشِّعَابِ ٱلْمُرْجَانِيَّةِ، تُلَاعِبُ ٱلْأَسْمَاكَ وَتَتَغَذَّى عَلَى ٱلْأَعْشَابِ ٱلْبَحْرِيَّةِ.

وَفِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَتْ سُلَحُوفَةُ تَسْبَحُ بِهُدُوءٍ، شَعَرَتْ بِشَيْءٍ غَرِيبٍ... ٱلْمَاءِ لَمْ يَكُنْ نَقِيًّا، وَٱلرَّائِحَةُ مُزْعِجَةٌ، وَتَطْفُو عَلَى ٱلْوَجْهِ أَكْيَاسٌ بِلَاسْتِيكِيَّةٌ وَمُخَلَّفَاتٌ بَشَرِيَّةٌ.

ٱلْخَطَرُ فِي ٱلْمِيَاهِ

صَدَمَتِ ٱلسُّلَحْفَاةُ صَخْرَةً شِفَّافَةً. ظَنَّتْهَا طَعَامًا، فَإِذَا بِهَا كِيسٌ بِلَاسْتِيكِيٌّ لَزِجٌ عَلِقَ فِي فَمِهَا! صَاحَتْ: "آخ! لَا أَسْتَطِيعُ ٱلتَّنَفُّسَ!"

أَسْرَعَتِ ٱلْأَسْمَاكُ نَحْوَهَا، وَسَاعَدَهَا ٱلْأُخْطُبُوطُ بِأَذْرُعِهِ فِي إِزَالَةِ ٱلْكِيسِ. قَالَ لَهَا: "سُلَحُوفَةُ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ."

ٱلِٱجْتِمَاعُ ٱلْبَحْرِيُّ

جَمَعَتْ سُلَحُوفَةُ جَمِيعَ كَائِنَاتِ ٱلْبَحْرِ: ٱلدُّلْفِينِ، ٱلْفُقْمَةِ، ٱلْقِرْشِ ٱلنَّبِيلِ، وَٱلرَّقَاقِ ٱلزَّرْقَاءِ. قَالَتْ لَهُمْ: "ٱلْبَحْرُ مَرِيضٌ، وَٱلنَّاسُ يَلْقُونَ فِيهِ كُلَّ شَيْءٍ!"

قَرَّرُوا أَنْ يُرْسِلُوا رِسَالَةً إِلَى ٱلْبَشَرِ. وَكَتَبُوا عَلَى قِطْعَةِ خَشَبٍ طَافِيَةٍ: "أَنْقِذُوا ٱلْبَحْرَ، ٱلْحَيَاةُ تَغْرَقُ." وَدَفَعَهَا ٱلدُّلْفِينُ نَحْوَ ٱلشَّاطِئِ.

"إِذَا مَاتَ ٱلْبَحْرُ، مَاتَتْ مَعَهُ كُلُّ ٱلْكَائِنَاتِ... حَتَّى ٱلْإِنْسَانُ." – سُلَحُوفَةُ.

ٱلتَّغْيِيرُ يَبْدَأُ بِكَ

فِي ٱلصَّبَاحِ، وَجَدَ طِفْلٌ صَغِيرٌ ٱلرِّسَالَةَ. قَرَأَهَا وَذَهَبَ إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ، وَقَصَّ ٱلْقِصَّةَ عَلَى أَصْدِقَائِهِ. فَقَرَّرُوا تَنْظِيفَ ٱلشَّاطِئِ، وَٱلْحَدِيثَ عَنْ خُطُورَةِ ٱلتَّلَوُّثِ.

وَبِتِلْكَ ٱلْمُبَادَرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ، بَدَأَ ٱلتَّغْيِيرُ. وَعَادَ ٱلْبَحْرُ يَتَنَفَّسُ، وَتَبْتَسِمُ سُلَحُوفَةُ.

ٱلْعِبَرُ مِنَ ٱلْقِصَّةِ

• ٱلتَّلَوُّثُ يُؤْذِي ٱلْبَحْرَ وَكُلَّ مَنْ فِيهِ.
• كَيْسٌ وَاحِدٌ قَدْ يُؤْذِي سُلَحْفَاةً أَوْ حُوتًا.
• ٱلتَّغْيِيرُ يَبْدَأُ بِفِعْلٍ صَغِيرٍ وَنِيَّةٍ صَافِيَةٍ.
• كُلُّ شَخْصٍ يُمْكِنُهُ ٱلْمُسَاهَمَةُ فِي حِمَايَةِ ٱلْبِيئَةِ.

أَسْئِلَةٌ لِلْأَطْفَالِ

1. مَاذَا وَجَدَتْ سُلَحُوفَةُ فِي ٱلْبَحْرِ؟
2. كَيْفَ كَادَ ٱلْكِيسُ أَنْ يُؤْذِيهَا؟
3. مَا ٱلرِّسَالَةُ ٱلَّتِي أَرْسَلَتْهَا ٱلْكَائِنَاتُ ٱلْبَحْرِيَّةُ؟
4. مَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْ تَفْعَلَ لِحِمَايَةِ ٱلْبِحَارِ؟

خَاتِمَةٌ

ٱلْبِحَارُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَاءِ... هِيَ عَالَمٌ كَامِلٌ يَسْتَحِقُّ ٱلْحِفَاظَ عَلَيْهِ. وَلَوْ كَانَ كُلُّ طِفْلٍ مِثْلَ ذَلِكَ ٱلصَّبِيِّ، لَأَصْبَحَ ٱلْبَحْرُ أَنْظَفَ، وَٱلْكَائِنَاتُ أَسْعَدَ، وَٱلْحَيَاةُ أَجْمَلَ.