ٱلرِّيحُ وَٱلشَّمْسُ
فِي يَوْمٍ صَافٍ فِي ٱلسَّمَاءِ، كَانَتِ ٱلرِّيحُ تَهُبُّ بِقُوَّةٍ، وَتُحَرِّكُ ٱلْأَشْجَارَ وَتُزَمْجِرُ فِي ٱلْوِدْيَانِ. وَقَالَتْ فَخُورَةً: "أَنَا أَقْوَى قُوَّةٍ فِي ٱلطَّبِيعَةِ، لَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ مُنَافَسَتِي!"
سَمِعَتْهَا ٱلشَّمْسُ وَهِيَ تُشْرِقُ بِهُدُوءٍ فِي ٱلْفَضَاءِ، فَقَالَتْ: "أَلَسْتِ تُبَالِغِينَ يَا رِيحُ؟ كَيْفَ نُثْبِتُ مَنْ مِنَّا ٱلْأَقْوَى؟"
ٱلتَّحَدِّي
أَشَارَتِ ٱلرِّيحُ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي ٱلطَّرِيقِ، وَهُوَ يَرْتَدِي مِعْطَفًا ثَقِيلًا. فَقَالَتْ: "مَنْ مِنَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْعَلَهُ يَخْلَعُ مِعْطَفَهُ؟"
قَالَتِ ٱلشَّمْسُ: "فِكْرَةٌ جَيِّدَةٌ! لِنَبْدَأْ، وَسَنَرَى مَنْ يَنْجَحُ."
مُحَاوَلَةُ ٱلرِّيحِ
نَفَخَتِ ٱلرِّيحُ بِقُوَّةٍ، وَكَانَتْ تَصْفِرُ وَتُزَمْجِرُ، فَتَطَايَرَ غُبَارُ ٱلطَّرِيقِ، وَتَحَرَّكَتْ أَشْجَارٌ صَغِيرَةٌ. وَلَكِنَّ ٱلرَّجُلَ تَشَبَّثَ بِمِعْطَفِهِ، وَأَغْلَقَهُ بِإِحْكَامٍ.
وَكُلَّمَا ٱشْتَدَّتِ ٱلرِّيحُ، زَادَ تَمَسُّكُهُ بِمِعْطَفِهِ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، تَعِبَتِ ٱلرِّيحُ، وَتَوَقَّفَتْ.
دَوْرُ ٱلشَّمْسِ
بَعْدَهَا، أَشْرَقَتِ ٱلشَّمْسُ بِنُورِهَا ٱلدَّافِئِ، وَبَدَأَتْ تَرْسِلُ أَشِعَّتَهَا بِلُطْفٍ. شَعَرَ ٱلرَّجُلُ بِٱلدِّفْءِ يَمْلَأُ قَلْبَهُ، وَٱلْجَوُّ أَصْبَحَ جَمِيلًا.
تَوَقَّفَ ٱلرَّجُلُ عِنْدَ ٱلشَّجَرَةِ، وَخَلَعَ مِعْطَفَهُ بِهُدُوءٍ، وَٱبْتَسَمَ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.
"ٱللُّطْفُ وَٱلدِّفْءُ أَقْوَى مِنَ ٱلْعُنْفِ وَٱلْقُوَّةِ." – ٱلشَّمْسُ
ٱلْعِبَرُ مِنَ ٱلْقِصَّةِ
- ٱلرِّفْقُ وَٱللُّطْفُ يَغْلِبَانِ ٱلْعُنْفَ وَٱلشِّدَّةَ.
- ٱلْحِكْمَةُ فِي ٱلتَّصَرُّفِ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْقُوَّةِ ٱلْمُجَرَّدَةِ.
- لَا تَفْرِضْ شَيْئًا بِٱلْقُوَّةِ، بَلْ بِٱلْإِقْنَاعِ وَٱلتَّفَاهُمِ.
أَسْئِلَةٌ لِلْأَطْفَالِ
- مَاذَا كَانَ ٱلتَّحَدِّي بَيْنَ ٱلرِّيحِ وَٱلشَّمْسِ؟
- كَيْفَ حَاوَلَتِ ٱلرِّيحُ أَنْ تَجْعَلَ ٱلرَّجُلَ يَخْلَعُ مِعْطَفَهُ؟
- كَيْفَ نَجَحَتِ ٱلشَّمْسُ فِي ذَلِكَ؟
- مَا ٱلْعِبْرَةُ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا مِنَ ٱلْقِصَّةِ؟
خَاتِمَةٌ
فِي ٱلْحَيَاةِ، لَيْسَتِ ٱلْقُوَّةُ هِيَ ٱلْحَلَّ، بَلِ ٱلْعَقْلُ وَٱلرِّقَّةُ وَٱلْحِكْمَةُ. فَكُنْ دَائِمًا كَٱلشَّمْسِ، تُضِيءُ بِهُدُوءٍ، وَتُؤَثِّرُ بِلَا ضَجِيجٍ.