رامي وأزمة الثقة بالنفس: كيف تحوّل الخجل إلى قوة؟
كان رامي طفلًا هادئًا، محبًا للقراءة والرسم، لكنه لا يشارك كثيرًا في الحصص الدراسية، ولا يتحدث أمام الناس. كان يشعر بالخجل الشديد إذا طُلب منه الوقوف أمام زملائه أو المشاركة في الإذاعة المدرسية. كان قلبه يخفق بسرعة، ويتلعثم في الكلام، فيضحك بعض الطلاب، مما زاد خجله وضعف ثقته بنفسه.
كلمات معلمة غيّرت المسار
في يومٍ ما، لاحظت معلمة اللغة العربية أن رامي يكتب قصصًا جميلة جدًا، رغم أنه لا يشارك شفهيًا. نادته بعد الحصة وقالت له: "رامي، لديك موهبة مميزة، لكن عليك أن تُظهرها. لن ينفع أن تبقى مخفيًا." ابتسم خجلًا وقال: "أخاف أن أُخطئ." فأجابته: "الخطأ هو الطريق نحو التعلّم، لا تخف."
تلك الكلمات علِقت في ذهن رامي. في المساء، أخبر والدته، التي شجعته على مواجهة خوفه بالتدريج، واتفقت معه على أن يتحدث يوميًا لمدة دقيقة أمام الأسرة عن شيء يحبه.
خطوات صغيرة.. نتائج كبيرة
بدأ رامي بتجربة الحديث أمام المرآة، ثم أمام والديه، ثم مع أخيه الصغير. في البداية كان صوته منخفضًا، ثم بدأ يعلو تدريجيًا. بعد أسابيع، قرر أن يشارك في عرض صفّي بسيط، لقراءة قصة من تأليفه.
في يوم العرض، كان متوترًا لكنه لم ينسَ أن يتنفس بهدوء ويبدأ ببطء. قرأ القصة حتى النهاية، وسط تصفيق زملائه وتشجيع المعلمة. قال له أحد الطلاب: "أنت كاتب ممتاز! لم أكن أعلم أنك هكذا."
الثقة تزداد بالتمرين
منذ ذلك اليوم، لم يعد رامي ذلك الطفل الصامت، بل أصبح يشارك أحيانًا في المناقشات، وألقى قصيدة قصيرة في حفل المدرسة، وبدأ يفكر في نشر قصصه في مجلة المدرسة. فهم رامي أن الثقة بالنفس تُبنى بالمحاولة والتكرار، وليست شيئًا يولد معنا جاهزًا.
الدروس المستفادة من قصة رامي
- الثقة بالنفس تبدأ من تقبّل الذات.
- الخجل طبيعي، لكن يمكن تجاوزه بالتدريب والمساندة.
- المعلمون والأهل يلعبون دورًا كبيرًا في بناء الشخصية.
- كل إنسان يحمل موهبة، ويحتاج فقط إلى من يراها ويشجعه.
أسئلة للتأمل والنقاش
- ما السبب وراء خجل رامي في البداية؟
- كيف ساعدته المعلمة ووالدته على تجاوز مخاوفه؟
- هل جربت يومًا التحدث أمام جمهور؟ كيف كانت التجربة؟
- ما الفرق بين الثقة الزائدة والغرور؟
خاتمة
قصة رامي وأزمة الثقة بالنفس تُظهر أن لكل شخص لحظة ضعف، لكنها قد تكون أيضًا بداية لقوة عظيمة. فلا تخجل من صوتك، أو فكرتك، أو رأيك، لأنك حين تعبّر عن نفسك بصدق، تفتح أبوابًا جديدة للنجاح والنمو. تذكّر دائمًا: الثقة تُكتسب... بالتجربة، لا بالتمني.