ليلى والمال المفقود: أمانة في زمن الغفلة

ليلى والمال المفقود: أمانة في زمن الغفلة ليلى والمال المفقود: أمانة في زمن الغفلة في أحد أيام الشتاء الباردة، خرجت ليلى من مدرستها متجهة إلى البيت، تمرّ…

ليلى والمال المفقود: أمانة في زمن الغفلة
المؤلف team

ليلى والمال المفقود: أمانة في زمن الغفلة

ليلى والمال المفقود: أمانة في زمن الغفلة

ليلى والمال المفقود: أمانة في زمن الغفلة

في أحد أيام الشتاء الباردة، خرجت ليلى من مدرستها متجهة إلى البيت، تمرُّ في نفس الطريق الذي اعتادت عليه. فجأة، لاحظت على الرصيف كيسًا صغيرًا مغطّى جزئيًا بورقة. اقتربت منه، فوجدت بداخله مبلغًا من المال ومجموعة من الأوراق. ارتبكت قليلاً، ونظرت حولها، فلم يكن هناك أحد.

لحظة الاختبار

حملت ليلى الكيس وترددت: "هل أعيده لصاحبه؟ كيف أجد من أضاعه؟ هل أحتفظ به؟ لا أحد رآني!" لكن ضميرها بدأ يتحدث، وتذكرت درسًا عن الأمانة كانت قد قرأته في حصة التربية الإسلامية. قالت لنفسها: "قد يكون هذا المال ثمن دواء أو شيء ضروري لشخص ما."

البحث عن الحل

ذهبت ليلى إلى والدها فور عودتها إلى المنزل، وحكت له القصة. فتح الكيس معها ووجد إيصالًا يحتوي على اسم محل قريب من المدرسة. قرر والدها أن يذهب معها إلى المحل في اليوم التالي، وهناك وجدوا رجلاً مسنًّا يقف يسأل البائعين عن كيس مفقود، وعلامات القلق واضحة على وجهه.

اقتربت ليلى منه وسألته عن أوصاف الكيس، فأجاب بدقة. ناولته الكيس، وعيناه تدمعان من الفرح: "هذا كل ما كنت أملكه لأشتري علاج زوجتي، جزاكِ الله خيرًا يا ابنتي." شكرها بحرارة، ودعا لها كثيرًا.

رد فعل المجتمع

عادت ليلى إلى مدرستها، وشاركت القصة في نشاط الإذاعة المدرسية. أُعجب المعلمون بموقفها، وكرّمتها المديرة أمام الطلاب، قائلة: "ليلى لم تجد فقط كيسًا من المال، بل وجدت قيمة عظيمة داخل نفسها: الأمانة."

أصبحت ليلى قدوة لزميلاتها، وتغيّر شيء في داخلها. لم تعد ترى الأمانة ككلمة تُكتب على السبورة، بل فعلًا يوميًا يُمارس في كل موقف.

الدروس المستفادة من قصة ليلى

  • الأمانة لا تحتاج رقيبًا، بل ضميرًا حيًا.
  • المواقف الصغيرة تكشف القيم الكبيرة.
  • الرجوع إلى الكبار وطلب المساعدة عند الحيرة هو تصرّف حكيم.
  • نقل القيم من المدرسة إلى الحياة هو أساس التعليم الحقيقي.

أسئلة للتأمل والنقاش

  1. ما الذي جعل ليلى تتردد في البداية؟
  2. كيف ساعدها والدها على اتخاذ القرار الصائب؟
  3. لماذا تعتبر الأمانة من أهم الصفات في المجتمع؟
  4. هل صادفت موقفًا شبيهًا؟ كيف تصرّفت فيه؟

خاتمة

قصة ليلى والمال المفقود تذكّرنا أن الأمانة ليست قيمة نُدرّسها فقط، بل سلوك يجب أن يظهر في كل موقف يومي. وما فعلته ليلى قد يبدو بسيطًا، لكنه أحدث أثرًا كبيرًا في حياة إنسان، وفي شخصيتها أيضًا. فلنكن دائمًا صادقين، وأمناء، لأن القيم الحقيقية تظهر عندما لا يكون هناك من يراقبنا... إلا ضمائرنا.

تعليقات

عدد التعليقات : 0