ابن النفيس وقلب الإنسان

الزَّهْرَاوِي ومُشْرَط الجِرَاحَة: رِحْلَة العَبْقَرِيّ الَّذِي أَسَّس الطِّبّ الحَدِيث مَن هُو أَبُو القَاسِم الزَّهْرَاوِي؟ وُلد أَبُو القَاسِم…

ابن النفيس وقلب الإنسان
المؤلف team

الزَّهْرَاوِي ومُشْرَط الجِرَاحَة: رِحْلَة العَبْقَرِيّ الَّذِي أَسَّس الطِّبّ الحَدِيث

مَن هُو أَبُو القَاسِم الزَّهْرَاوِي؟

وُلد أَبُو القَاسِم خَلْف بْن عَلِي الزَّهْرَاوِي في الأندلس في القَرْن العَاشِر المِيلادِي، ويُعْتَبَر مِن أَعْظَم أَطِبَّاءِ المُسْلِمِينَ ورَائِدًا في مَجَال الجِرَاحَة. قَضَى حَيَاتَه في دِرَاسَة الطِّبّ وتَطْوِير أَدَوَاتِهِ، وَكَتَب مُؤَلَّفَات عِلْمِيَّة كَانَت مَرْجَعًا هَامًّا في الطِّبّ لِقُرُون طَوِيلَة.

إِسْهَامَات الزَّهْرَاوِي في الطِّبّ والجِرَاحَة

كَانَ الزَّهْرَاوِي أَوَّل مَن صَمَّم وَأَدْخَل أَدَوَات جِرَاحِيَّة مُتَخَصِّصَة، وَكَتَب مُوسُوعَة طِبِّيَّة ضَخْمَة عُنْوَانُهَا "التَّصْرِيف لِمَنْ عَجَزَ عَنِ التَّأْلِيف"، شَرَح فِيهَا كُلّ مَا يَتَعَلَّق بِأَمْرَاض الجِسْم وَطُرُق عِلَاجِهَا، وَقَدَّم وَصْفًا دَقِيقًا لأَكْثَر مِن 200 أَدَاة جِرَاحِيَّة، مِن بَيْنِهَا مُشْرَط الجِرَاحَة الَّذِي ابْتَكَرَه بِنفْسِهِ.

مُشْرَط الجِرَاحَة: أَدَاة غَيَّرَت مَجَرَى الطِّبّ

كَانَ مُشْرَط الزَّهْرَاوِي دَقِيقًا وَمُتَنَوِّعَ الأحْجَام وَالأَشْكَال، صُمِّم لِيُسَهِّل عَلَى الجَرَّاح التَّحَكُّم أَثْنَاء العَمَلِيَّات، مِمَّا زَاد مِن نَجَاحِهَا وَخَفَّف مِن المُضَاعَفَات. وَكَانَ هَذَا المُشْرَط أَسَاسًا لِتَطْوِير أَدَوَات الجِرَاحَة الحَدِيثَة في أُورُوبَّا في العُصُور الوُسْطَى.

الاِبْتِكَارَات الطِّبِّيَّة الأُخْرَى

إِلَى جَانِب أَدَوَات الجِرَاحَة، طَوَّر الزَّهْرَاوِي تَقْنِيَات عِلَاج الجُرُوح، وَعِلَاج الكَسُور، وَعِلَاج أَمْرَاض الأَسْنَان، وَاسْتَعْمَل الحِجَامَة وَالعِلَاج بِالنَّار بِشَكْل عِلْمِيّ مَدْرُوس. كَمَا أَنَّه كَانَ مِن أَوَّلِ مَن وَصَفُوا عَمَلِيَّات اسْتِئْصَال الزَّوَائِد الدُّودِيَّة.

"الطِّبّ عِلْمٌ يَتَطَلَّب الدِّقَّة وَالفَهْم العَمِيق لِكُلّ أَدَاة وَاسْتِخْدَامَاتِهَا، وَالاِبْتِكَار سَبِيلُنَا لِتَطْوِير عِلَاج الإِنْسَان." – الزَّهْرَاوِي

تَأْثِير الزَّهْرَاوِي وَإِرْثُه الطِّبِّي

بَعْد وَفَاتِهِ، ظَلَّ كِتَابُه المَرْجِع الأَسَاسِيّ في الجِرَاحَة لِعَشَرَات القُرُون، وَتُرْجِمَ إِلَى اللَّاتِينِيَّة وَالْعَدِيد مِن اللُّغَات الأُورُوبِّيَّة. يُعْتَبَر أَبُو القَاسِم الزَّهْرَاوِي "أَب الجِرَاحَة الحَدِيثَة" وَلاَ يَزَال اسْمُه يُذْكَر فِي تَارِيخ الطِّبّ كَوَاحِد مِن أَعْظَم العُلَمَاءِ الَّذِينَ أَثَّرُوا البَشَرِيَّة.

دُرُوس مُسْتَفَادَة

  • أَهَمِّيَّة الإِبْدَاع وَالاِبْتِكَار في تَطْوِير العُلُوم الطِّبِّيَّة.
  • اِلْتِزَام الدِّقَّة وَالمُلاحَظَة في العَمَل العِلْمِي.
  • التَّرْكِيز عَلَى تَحْسِين حَيَاة الإِنْسَان مِن خِلَال الطِّبّ.

المراجع

تعليقات

عدد التعليقات : 0