يَاقُوتُ ٱلْحَمَوِيُّ: رِحْلَةٌ فِي كَنْزِ ٱلْكَلِمَاتِ وَٱلْمَعَانِي
مَنْ هُوَ يَاقُوتُ ٱلْحَمَوِيُّ؟
وُلِدَ يَاقُوتُ ٱلْحَمَوِيُّ فِي مَدِينَةِ حَمَاةَ بِسُورِيَا، سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ لِلْهِجْرَةِ (٥٩٥هـ)، وَنَشَأَ فِي بَيْئَةٍ تُحِبُّ ٱلْعِلْمَ وَتُقَدِّرُ ٱلْكِتَابَ. كَانَ فِي صِغَرِهِ يُمْضِي ٱلسَّاعَاتِ فِي قِرَاءَةِ ٱلْكُتُبِ وَتَدْوِينِ ٱلْمَعَانِي وَٱلْمُفْرَدَاتِ.
بِدَايَةُ ٱلشَّغَفِ وَٱلرِّحْلَاتِ ٱلْأُولَى
عِنْدَمَا بَلَغَ يَاقُوتُ عِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، قَرَّرَ أَنْ يَرْحَلَ لِكَيْ يَسْتَكْشِفَ ٱلْأَمَاكِنَ وَيَجْمَعَ أَسْمَاءَهَا. فَزَارَ دِمَشْقَ، ثُمَّ مِصْرَ، وَمَرَّ عَلَى فِلَسْطِينِ وَالْحِجَازِ. كَانَ يَسْتَمِعُ إِلَى أَهْلِ كُلِّ مَنْطِقَةٍ، وَيَسْأَلُهُمْ: "مَا مَعْنَى ٱسْمِ قَرْيَتِكُمْ؟ وَمَنْ سَمَّاهَا؟"
وَمَعَ كُلِّ رِحْلَةٍ، كَانَ يَزْدَادُ مَجْمُوعُ مَعَارِفِهِ، فَٱكْتَشَفَ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْوَاحِدَةَ قَدْ تَحْمِلُ مَعَانِيَ مُخْتَلِفَةً بَيْنَ بِلَادٍ وَأُخْرَى.
وِلَادَةُ كِتَابِ "مُعْجَمِ ٱلْبُلْدَانِ"
بَعْدَ أَعْوَامٍ مِنَ ٱلتَّرْحَالِ وَٱلْبَحْثِ، جَمَعَ يَاقُوتُ أَكْثَرَ مِنْ آلَافِ ٱلْأَسْمَاءِ وَتَفْسِيرَاتِهَا. فَفَكَّرَ: "لِمَ لَا أَجْمَعُهَا فِي كِتَابٍ يَسْتَفِيدُ مِنْهُ ٱلْعُلَمَاءُ وَٱلطُّلَّابُ؟" فَبَدَأَ بِكِتَابَةِ أَشْهَرِ كُتُبِهِ: "مُعْجَمُ ٱلْبُلْدَانِ".
فِي هٰذَا ٱلْمُعْجَمِ، كَانَ يَاقُوتُ يَرْتِّبُ ٱلْبُلْدَانَ حَسَبَ ٱلْأَبْجَدِيَّةِ، وَيَذْكُرُ مَعْنَى ٱلِاسْمِ، وَمَنْ أَطْلَقَهُ، وَفِي أَيِّ قِصَّةٍ ذُكِرَ، وَأَيُّ عَالِمٍ مَرَّ بِتِلْكَ ٱلْبِقَاعِ.
"لَا يَكْفِي أَنْ نَعْرِفَ ٱلِاسْمَ، بَلْ يَجِبُ أَنْ نَفْهَمَ ٱلْقِصَّةَ وَرَاءَهُ." – يَاقُوتُ ٱلْحَمَوِيُّ
يَاقُوتُ وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْجَمَاعِيَّةُ
بَعْدَ أَنْ ٱنْتَشَرَ كِتَابُهُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْإِسْلَامِيِّ، بَدَأَ ٱلطُّلَّابُ وَٱلْعُلَمَاءُ يُرَاسِلُونَهُ، يُضِيفُونَ وَيَسْأَلُونَ. وَكَانَ يُجِيبُهُمْ بِرَحَابَةِ صَدْرٍ، مُضِيفًا تَعْلِيقَاتٍ جَدِيدَةً فِي نُسَخٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْمُعْجَمِ.
مَا يُسْتَفَادُ مِنْ قِصَّتِهِ
- ٱلْفَضُولُ مِفْتَاحُ ٱلْمَعْرِفَةِ.
- ٱلسَّفَرُ يُعَلِّمُنَا أَكْثَرَ مِمَّا نَتَوَقَّعُ.
- كُلُّ ٱسْمٍ لَهُ قِصَّةٌ، وَمَنْ يَبْحَثُ يَجِدُهَا.
أَسْئِلَةٌ لِلْأَطْفَالِ
- مَتَى وَلِدَ يَاقُوتُ ٱلْحَمَوِيُّ؟ وَفِي أَيِّ بَلَدٍ؟
- مَا ٱلْكِتَابُ ٱلَّذِي أَلَّفَهُ وَفِيمَ يَخْتَصُّ؟
- كَيْفَ كَانَ يَاقُوتُ يَجْمَعُ أَسْمَاءَ ٱلْمُدُنِ وَٱلْقُرَى؟
- مَا ٱلْدَّرْسُ ٱلْأَكْبَرُ ٱلَّذِي تَعَلَّمْتَهُ مِنْ قِصَّتِهِ؟