الأرنب الذي أراد أن يطير
في أحد أركان الغابة الهادئة، كان يعيش أرنب صغير يُدعى "فوفو". كان فوفو مرحًا وسريعًا ويحب اللعب والجري بين الأشجار. كان الجميع يحبونه ويستمتعون بمرافقته، لكنه كان يخفي أمنية غريبة في قلبه.
لطالما جلس فوفو يتأمل الطيور وهي تحلق في السماء، تتمايل بجناحيها برشاقة، وتغني ألحانًا عذبة. وكان يقول لنفسه: "ليت لي جناحين مثلها، كنت سأطير في الهواء وأرى العالم من فوق."
ذات مساء، اقترب فوفو من أصدقائه في الغابة، وقال لهم بحماس: "قررت أن أطير!" ضحكت السلحفاة وقالت: "لكن يا فوفو، نحن لا نملك أجنحة." وأضاف الغراب ساخرًا: "حتى أنا لم أولد لأقفز مثلك، لكني أملك ما يناسبني."
لكن فوفو أصرّ، وقال: "سأثبت لكم أنني أستطيع الطيران بطريقتي الخاصة." وبدأ منذ اليوم التالي بجمع الريش من الغابة، ثم صنع لنفسه جناحين صغيرين من القش والريش وربطهما بذراعيه باستخدام خيوط وجدها بجانب كوخ قديم.
وبعد أيام من التحضير، صعد إلى تلة عالية جدًا، ونظر إلى السماء وقال: "اليوم سأحقق حلمي!" قفز فوفو من التلة وفتح جناحيه المزيفين، لكنه لم يطر، بل تدحرج وسقط في كومة من أوراق الشجر!
اقتربت منه الحيوانات بسرعة. الضفدع قال بخوف: "هل أنت بخير؟" والسلحفاة قالت: "هل تكسرت قدماك؟" أما فوفو فقد جلس يضحك وقال: "حاولت الطيران، لكنني لم أُخلق لذلك."
اقتربت منه البومة الحكيمة وقالت: "يا فوفو، لا بأس في أن نحلم، لكن الأجمل أن نعرف قيمة ما نحن عليه. أنت سريع، تقفز عالياً، وتملك طاقة لا تملكها الطيور. فلماذا تترك ما يميزك لتبحث عن ما ليس لك؟"
أدرك فوفو أن ما قالته البومة صحيح. ومنذ ذلك اليوم، توقف عن تقليد الطيور، وبدأ يعتز بقدراته الخاصة. صار يستخدم سرعته في مساعدة صغار الغابة، يقفز ليجلب الثمار، ويهرول لإنقاذ من يحتاج.
أصبح فوفو بطلاً في الغابة، ليس لأنه طار، بل لأنه تعلّم أن القوة تكمن في أن تكون كما أنت، لا كما يتمنى الآخرون.
العبرة: الأحلام جميلة، لكن الأجمل منها أن نؤمن بقيمتنا، وأن نكون أفضل نسخة من أنفسنا دون تقليد أو مقارنة.