الوقت كنز لا يُقدّر
في مدينة صغيرة تعج بالحياة، كان هناك طفل يُدعى ياسر، معروف بين أصدقائه بالذكاء والمرح. لكن كان لديه عيب واحد، وهو أنه لا يُقدّر قيمة الوقت. كان ياسر يؤجل واجباته المدرسية، ويضيع ساعات طويلة في مشاهدة الفيديوهات والألعاب على الهاتف. لم يكن يشعر بأن الوقت يمر، وكان يعتقد دائمًا أن لديه متسعًا من الوقت لفعل كل شيء لاحقًا.
لاحظ والده هذا السلوك المتكرر، فقرّر أن يمنحه تجربة مختلفة ليفهم معنى الوقت. في صباح يوم الجمعة، قال له والده: "اليوم سنقضي وقتنا معًا في نشاط مفيد، لكن عليك أن تستيقظ مبكرًا". لكن ياسر تجاهل الأمر واستمر في النوم حتى منتصف النهار.
وعندما استيقظ، وجد والده قد خرج مع أخيه الصغير إلى المكتبة العامة، ثم إلى الحديقة، ثم إلى معرض العلوم. وعندما عادوا، بدأ ياسر يشعر بالغيرة والحزن لأنه ضيّع يومًا كاملاً في لا شيء.
في اليوم التالي، جلس والده بجانبه وقال له بهدوء: "يا ياسر، هل تعلم أننا لا نملك في الحياة سوى الوقت؟ إن كل ما نملكه يمكن تعويضه إلا الوقت. إذا أضعناه، لا يمكن أن نعيده. والناجحون في الحياة هم الذين يُحسنون استخدام كل دقيقة."
قرار ياسر الجديد
منذ تلك اللحظة، قرر ياسر أن يغيّر عاداته. بدأ بوضع جدول يومي يقسّم فيه وقته بين الدراسة واللعب والراحة. أصبح يستيقظ مبكرًا، يُنهي واجباته في وقتها، ويقرأ كل يوم قصة جديدة. تحسنت علاماته، وشعر بسعادة داخلية لأنه أصبح يُنجز أكثر في وقت أقل.
وفي نهاية الفصل الدراسي، حصل ياسر على المرتبة الأولى، وكان فخورًا بنفسه. وعندما صعد إلى المنصة لتسلّم جائزته، قال أمام زملائه: "تعلمت أن الوقت هو أغلى ما نملك. لا تؤجلوا أعمالكم، واستغلوا كل لحظة في شيء مفيد."
العبرة من القصة:
- الوقت لا يمكن استرجاعه، لذا علينا استغلاله جيدًا.
- التنظيم والانضباط مفتاحا النجاح والتقدّم.
- كل تأجيل هو في الحقيقة تأخير لتحقيق الأحلام.