قصة الأرنب والسلحفاة
في غابةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالأشجار الخضراء والعصافير المغرّدة، عاش الأرنب المعروف بسرعته الكبيرة وخفّته في القفز بين الأعشاب. وكان الأرنب دائم التفاخر أمام الحيوانات الأخرى بسرعته التي لا تُضاهى، وكان يحب أن يُظهر للجميع أنه الأسرع دون منازع.
وذات صباح دافئ، بينما كانت الحيوانات تجتمع قرب البحيرة الصغيرة، بدأ الأرنب يسخر من السلحفاة التي تمشي ببطء شديد، وقال لها ضاحكًا: "ألا تملّين من المشي بهذا البطء؟ أعتقد أن النملة أسرع منك!"
ابتسمت السلحفاة بهدوء وردّت: "ربما أبدو بطيئة، لكنني لا أتوقف عن التقدّم، وأنا أثق في نفسي." ضحك الأرنب بصوت عالٍ وقال: "هل تظنين أنك تستطيعين الفوز عليّ في سباق؟ هذا مضحك!"
فقالت السلحفاة بهدوء: "فلنجرّب. لنجعل السباق غدًا عند طلوع الشمس، من عند شجرة السنديان إلى نهاية التل الكبير."
انتشر الخبر في الغابة، وجاءت الحيوانات كلها لتشاهد هذا السباق الغريب بين الأرنب السريع والسلحفاة البطيئة. وفي اليوم التالي، اصطف الجميع، وأُعطي إشارة الانطلاق.
انطلق الأرنب بسرعة البرق وقفز خطوات بعيدة جدًا تاركًا السلحفاة خلفه، فقال في نفسه: "ما هذا السباق السهل؟ سأرتاح قليلاً تحت هذه الشجرة ثم أواصل لاحقًا، لا يمكن أن تسبقني هذه البطيئة!"
وفي الوقت نفسه، كانت السلحفاة تمشي بخطوات هادئة وثابتة، لا تلتفت للخلف، ولا تتوقف. كان هدفها أن تصل إلى النهاية مهما طال الوقت.
غفا الأرنب وهو مطمئن، لكن السلحفاة واصلت الطريق ببطء وثقة. وبعد وقت طويل، اقتربت السلحفاة من نهاية السباق، بينما الأرنب ما زال نائمًا.
استيقظ الأرنب فزعًا، ونظر حوله، ثم ركض بسرعة نحو خط النهاية، لكنه تفاجأ أن السلحفاة قد وصلت قبله والجميع يصفق لها!
اقترب منها وهو يلهث وقال: "لقد فزتِ! لم أكن أظن أن هذا ممكن!" ابتسمت السلحفاة وقالت: "الصبر والمثابرة أهم من التسرع والغرور."
العبرة: التواضع والمثابرة هما الطريق الحقيقي للنجاح. قد تكون سريعًا، لكن إن لم تحترم خصمك وتثق في العمل المستمر، فإنك قد تخسر السباق.