ٱبْنُ ٱلْهَيْثَمِ وَٱلنَّافِذَةُ ٱلسِّحْرِيَّةُ لِلنُّورِ
فِي زَمَنٍ بَعِيدٍ، وَفِي مَدِينَةِ ٱلْبَصْرَةِ فِي ٱلْعِرَاقِ، وُلِدَ طِفْلٌ نَبِيهٌ يُدْعَى ٱلْحَسَنُ بْنُ ٱلْهَيْثَمِ، كَانَ يُحِبُّ ٱلْعُلُومَ وَيُكْثِرُ مِنَ ٱلتَّفَكُّرِ فِي مَا حَوْلَهُ، خُصُوصًا ٱلضَّوْءَ وَكَيْفِيَّةَ رُؤْيَةِ ٱلْأَشْيَاءِ.
كَبُرَ ٱلْفَتَى، وَأَصْبَحَ يُجَرِّبُ أَشْيَاءَ غَرِيبَةً فِي غُرْفَتِهِ، فَكَانَ يَضَعُ قِنَاعًا، وَيُغْلِقُ ٱلنَّافِذَةَ، وَيَتْرُكُ ثُقْبًا صَغِيرًا، وَيُرَاقِبُ كَيْفَ يَدْخُلُ ٱلضَّوْءُ إِلَى ٱلْغُرْفَةِ.
ٱكْتِشَافُ ٱلنُّقْطَةِ ٱلْمُضِيئَةِ
فِي يَوْمٍ مَا، جَلَسَ ٱبْنُ ٱلْهَيْثَمِ فِي ظُلْمَةِ غُرْفَتِهِ، وَبِصُحْبَتِهِ صُنْدُوقٌ أَسْوَدُ فِيهِ ثُقْبٌ دَقِيقٌ، وَفِي ٱلْجِهَةِ ٱلْمُقَابِلَةِ وَضَعَ وَرَقَةً بَيْضَاءَ. لَمَّا أَدْخَلَ ٱلضَّوْءَ، تَكَوَّنَتْ صُورَةٌ لِمَا فِي ٱلْخَارِجِ، وَلَكِنْ مَقْلُوبَةٌ!
تَعَجَّبَ! وَقَالَ: "إِنَّ ٱلضَّوْءَ يَسِيرُ فِي خُطُوطٍ مُسْتَقِيمَةٍ! وَيَدْخُلُ مِنَ ٱلثُّقْبِ، ثُمَّ يُرَكِّزُ ٱلصُّورَةَ عَلَى ٱلْجِدَارِ". وَهَكَذَا ٱكْتَشَفَ مَبْدَأَ ٱلْكَمِيرَا ٱلْمُعْتِمَةِ.
مُغَامَرَةٌ فِي قَصْرِ ٱلْخَلِيفَةِ
فِي عَاصِمَةِ ٱلْعِلْمِ بَغْدَاد، دُعِيَ ٱبْنُ ٱلْهَيْثَمِ إِلَى قَصْرِ ٱلْخَلِيفَةِ، حَيْثُ طَلَبَ مِنْهُ ٱلْحُكَّامُ أَنْ يُصَمِّمَ نَافِذَةً سِحْرِيَّةً لِدُخُولِ ٱلضَّوْءِ فِي زَمَنِ ٱلنَّهَارِ بِلَا حَرَارَةٍ.
فَاخْتَرَعَ نِظَامًا مِنَ ٱلْمَرَايَا وَٱلْعَوَاكِسِ يَجْعَلُ ٱلضَّوْءَ يَدْخُلُ بِدُونِ أَنْ يُسَبِّبَ سُخُونَةً، وَسَمَّاهُ "ٱلنَّافِذَةُ ٱلسِّحْرِيَّةُ".
عُلُومُ ٱلضَّوْءِ
كَتَبَ ٱبْنُ ٱلْهَيْثَمِ كِتَابَهُ ٱلشَّهِيرَ "ٱلْمَنَاظِر"، وَفِيهِ شَرَحَ كَيْفَ تَرَى ٱلْعَيْنُ، وَكَيْفَ يَسِيرُ ٱلضَّوْءُ، وَكَيْفَ تَحْدُثُ ٱلصُّورَةُ. وَٱسْتَخْدَمَ فِيهِ ٱلرِّيَاضِيَّاتِ وَٱلتَّجَارِبَ لِإِثْبَاتِ نَظَرِيَّاتِهِ.
ٱلْعِبَرُ وَٱلْدُّرُوسُ
- ٱلْفَضُولُ وَٱلتَّجْرِبَةُ يَقُودَانِ إِلَى ٱلِاخْتِرَاعِ.
- ٱلْعِلْمُ يَبْدَأُ بِسُؤَالٍ صَغِيرٍ.
- ٱبْنُ ٱلْهَيْثَمِ مَهَّدَ لِلْكَامِيرَا ٱلْحَدِيثَةِ.
- لَا خَوْفَ مِنَ ٱلْخَطَأِ، فَفِي كُلِّ خَطَأٍ دَرْسٌ.
أَسْئِلَةٌ لِلْأَطْفَالِ 📚
- مَاذَا رَأَى ٱبْنُ ٱلْهَيْثَمِ فِي ٱلثُّقْبِ ٱلصَّغِيرِ؟
- كَيْفَ أَثْبَتَ أَنَّ ٱلضَّوْءَ يَسِيرُ فِي خُطُوطٍ مُسْتَقِيمَةٍ؟
- مَا ٱسْمُ ٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي أَلَّفَهُ؟
- هَلْ تَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ عَالِمًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟